اعتاد أن يلقى خطبته بعد فحص دقيق و تمحيص و تفتيش داخل كل كلمة أو حتى حرف قد تشي بانحرافه عن الطريق المستقيم أو توحى بتبنيه لرأي مختلف أو مغاير، كان يقوم بهذا الإجراء كل يوم جمعة، وبالرغم من موافقة سلطة الإشراف إلا أن المسكين كان يخشى أن تتسلل أو تتسرب إلى خطبته ما قد يجعله محل مساءلة أو إيقاف أو ملاحقة أو أو أو، ذاع صيته فأصبح المصلون يأتونه من كل فج عميق، يحج الناس إليه بالعشرات حتى ضاق بهم المسجد اتساعه، تتعدد مساجد المدينة، لكن المصلون استانسو لهذا الخطيب الشاب الذى الهمهم ومدهم بخطاب جديد لم يعتادو عليه، لأول مرة يتعرفون إلى ابن تيمية، السيوطي وتفسير ابن عاشور والشعراوى، وغيرهم من الأسماء الكثيرة، التي لا قبل لهم بها، يتطلع إليه المصلون بين الدهشة والإعجاب، فاتبع هذا السبيل وأحاطت به هالة من الإعجاب تتمدد مع ارتفاع عدد الاتباع والمريدين، وبعد فترة لم تطل تخلص من غول الرقيب وتمادى أكثر مع نصوصه المنتقاة وتوغل أكثر داخل النص بل أكثر من ذلك تعدت فتواه مجاله إلى السياسى منه، وانبرى الى لغة التهديد والوعيد وإلى التأليب، احدى المريدات المعجبات بشيخنا أضربت عن الذهاب إليه، وقررت الصلاة في مسجد آخر استعاضة ورفضاً لموقف شيخنا الذى اتخذ من المنبر منصة لتأليب الناس ضد من اتهمهم بالكفر والزندقة وإشاعة الفاحشة داخل الحضيرة، اذا ما قلدهم الناس زمام الحكم أليس هذا من كان يحضنا بالأمس على الإنصياع لأولي الأمر وينشر بيننا رياحين السنة التى لا تلغي أحد، وعلى التعايش بين الأطياف والملل دون إقصاء أو تهميش أو تحقير أو او او، هكذا تساءلت المصلية وأضافت حقاً صمت دهراً ونطقت تكفيراً........
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire